مصطفى بقال مواطن بتاونات يحول بيته إلى “متحف” زاخر بقطع نادرة

0 744

أن يعتريك شغف بالتراث المغربي الأصيل، لتملأ زوايا بيتك بقطع أثرية، وتكابد من أجل البحث عن كل قطعة ذات قيمة، فتنشئ متحفا شخصيا، فأنت أمام قصة ولع بالثقافة والتاريخ يجسدها مواطن من تاونات.

لقد تملك هذا الشغف مصطفى بقال وراوده منذ طفولته، ثم سرعان ما دفعه لأن ينشئ “متحفا” شخصيا يحوي أزيد من 300 قطعة قديمة مختلفة الأشكال والأحجام، داخل جدران غرف بيته المتواضع، الكائن بحي “كعدة الجامع” بالمدينة العتيقة بتاونات. تحفل رفوف هذا البيت بما جمعه بقال من قطع نادرة تعود لحقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، اقتناها من جميع أنحاء المملكة على امتداد 45 سنة. ففي هذا “المتحف” الشخصي تحس و كأنك في كنف التاريخ، حيث تستعيد حميمية الماضي بكل ما يحمله من ذاكرة تاريخية غنية وحافلة. يضم “متحف” مصطفى بقال قطعا متنوعة عبارة عن أوان منزلية نحاسية وبندقيات قديمة، وعبوات أوكسجين تعود للحرب العالمية الثانية، وكاميرات تصوير سينمائي قديمة، وشاشات تلفاز كبيرة ب “الأسود والأبيض” ومذياع قديم، وفخاريات إسلامية، وقطع نقدية مختلفة، وقناديل زجاجية تعمل بالغاز. كما يضم ساعات جدارية قديمة، وآلات موسيقية تعمل بالأسطوانة وماكينات وآلات موسيقية عتيقة، وقنينات زجاجية لمشروبات غازية قديمة بأشكالها المتنوعة، وصحون أطعمة كانت تستخدم في المناسبات والأعياد وشهر رمضان، وثياب وأزياء تراثية ولوازم حرب استخدمت إبان مرحلة الكفاح الوطني. وفضلا عن ذلك، يضم باقة من أجمل منتجات الحرف اليدوية التي يشتهر بها إقليم تاونات من الطين والخشب والجلد والقصب، التي لا تزال شاهدة على إبداعات حرفيين مهرة من جيل الستينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وصورا قديمة تعود لملوك وسلاطين المغرب، وبعض رواد الفكر والسياسة والحركة الوطنية وجيش التحرير. يقول بقال لوكالة المغرب العربي للأنباء إن “القطع النادرة التي يضمها المتحف ليست للبيع، رغم أن الكثيرين يلحون علي بيعها”. ويضيف إنها “إرث للأجيال القادمة، سأحافظ عليها مهما حييت بكل ما أوتيت من إصرار”. وعن هوايته التي تمتد ل45 عاما، قال بقال “كنت أعمل لحاما للأواني المنزلية منذ الستينيات من القرن الماضي، فحرصت على جمع هذه المعدات والأدوات حتى أصبحت لدي مجموعة كبيرة منها، وبدأت بعدها بجمع العملات والسبائك، حتى انتقل شغفي للقطع القديمة المهمة، ومع مرور السنوات ازدادت قناعتي بأهميتها، نظرا لكون كل واحدة منها، تروي قصة من قصص تاريخ بلادنا الحافل بالأحداث”. ولم يفت بقال أن يقر ب “صعوبة تصنيف وتوثيق القطع الأثرية الموجودة بحوزته داخل متحفه الشخصي نظرا لكثرتها، وحاجته لإمكانيات مادية وجهد كبيرين “.وقال في هذا الصدد ” أتمنى أن تتبنى السلطات العمومية متحفي الشخصي لعرض هذه القطع النادرة بشكل أفضل، وإتاحة فرصة الاطلاع عليها للزوار، واستغلالها بشكل أمثل للترويج للسياحة القروية والتعريف بالمكون الثقافي والتراثي لإقليم تاونات” .

قد يعجبك ايضا

اترك رد