الفنان التشكيلي “عبد الحق كووار” كل لوحة أرسمها هي طفل أحبه ‎

عبد المجيد رشيدي

عندما نتحدث عن الفنان التشكيلي “عبد الحق كووار” فإننا نضع في حسابنا أكثر من جانب، فهو الفنان التشكيلي المتجدد والمبتكر، والممبدع، شق طريقه وواصل مسيرته الفنية بكل تحد وإصرار، محافظا على أصالته، فنان مبدع وذو موهبة، وأداءه وريشتة تبقى متميزة .
الفنان “عبد الحق كووار”، من مواليد سنة 1951 بالدارالبيضاء، فنان طموح استطاع أن يرسم بفرشاته لوحات فنية رائعة تعبر عن هويته وتعبر أيضا عن التراث والأصالة الموجودة في كل شبر من أرض المغرب سواء الطبيعية أو التي تظهر من خلال ثقافاته وتاريخه العريق، فنان هادئ يحاول أن يخفي صخبه الداخلي ليندفع به نحو سطح اللوحة، يعطي ألمها وجمالها ليحولها إلى روائع فنية جعلته واحداً من أبرز الفنانين التشكيليين في المغرب، فاز بجوائز عديدة، وشارك في معارض جماعية داخل المغرب وخارجه.


“عبد الحق كووار”صاحب تجربة فنية كبيرة له مزاجه الخاص، قليل الكلام، لكنه مبدع حتى في صمته، تعلم الرسم على يد معلمته الفرنسية وهو طفل صغير في الإبتدائي، حيث اكتشفت موهبته في عالم الفنون فأبلغت موهبته لوالده الذي شجعه كثيرا وكان يشتري له كل مستلزمات الرسم، درس بواسطة الكتب جميع مناهج المدارس الفنية منها : التجريدية، السريالية، والواقعية، ليصبح اليوم واحدا من رواد الفن التشكيلي المغربي.
يقول الفنان “عبد الحق كووار”، الرسم بالنسبة لي هو اللغة التي أحاور بها الأشياء والناس، أرسم حتى أستطيع البوح عن وجودي وأحلامي وكذلك هو ذلك الاخراج الفريد للخيال المبدع في عالم الحلم الذاتي إلى أرض الواقع ليلامس ذوق الآخرين بطريقة مميزة وجديدة.


ويضيف، عندما وعيت بنفسي عرفت حب الرسم في ذاتي وكانت محاولاتي في مرحلة الطفولة تلك الرسومات والخربشات على الورق، وغالبا ما كنت أمارس هوايتي تعبيرا عن حالة ألامسها أو أشاهدها في الواقع، من هنا نشأت علاقتي بالفن والتي تطورت عبر السنين محتفظة بجوهرها رغم تغير الوسائل والمواد التي أستخدمها، فالعمل الفني هو إبداع، وسيظل الرسم دائما بالنسبة لي المنفذ للتعبير عن أحاسيسي وطموحاتي وآلامي.
ويردف الفنان “كووار” قائلا: اللوحة بالنسبة لي هي جزء مني كيفما كانت، فكل لوحة هي طفل لي له مكانته الخاصة في قلبي، وكل لحظة أقضيها أمامها هي لحظة حب لا مثيل له، وعندما تصل مرحلة الاكتمال تصبح اللوحة غير قابلة للزيادة أو النقصان، وهنا يصبح العمل كامل الملامح مستقلا بذاته وبصفاته ومميزاته، كما أنني لا أحب الارتباط في لوحاتي بلون معين وإن كنت أعتقد أن الطبيعة التي نشأت فيها تلعب دورا في طريقة خلطي واختياري للألوان، ولكن تبقى الألوان حاجة مستقلة، بحسب موضوعها والفكرة التي أريد أن أوصلها الى المتلقي .يبقى الفنان التشكيلي “عبد الحق كووار” ابن البيئة المغربية التي كان مخلصا لها واقعيا، كان وفيا للدور الطليعي والريادي الذي قُدر له أن يقوم به، لذلك يمكن القول إن الفنانين الذين يعرفونه عن قرب يدينون بالشكر لما فعله ذلك الفنان .

Comments (0)
Add Comment