تجربة شعراء مغاربة تحت المجهر بثاني دورات مهرجان مكناس

خصص مهرجان مكناس في دورته الثانية ، الجارية حاليا ، مساحة للكلمة الشعرية من خلال جلسة فكرية وضعت مبدعين مغاربة تحت المجهر.

وكان الموعد ، عشية اليوم الأحد ، بفضاء المعهد البلدي للموسيقى والرقص بالعاصمة الإسماعيلية، مع ثلة من ناظمي القريض في لقاء نظمه بيت الشعر في إطار مهرجان مكناس، وأطره الناقد بنعيسى بوحمالة.

وفي هذه الجلسة، عرف الشاعر عبد المجيد بنجلون الذي يكتب باللغة الفرنسية، بتجربته كشاعر يبحث في قصائده عن “الحكمة الشعرية”، وإصراره على أن تكون كتاباته محملة بشتى الأسئلة الوجودية الكبرى.

ووصفته الشهادات بأنه أحد أعمدة الشعر المغربي المكتوب الفرنسية، و”من بين المعلمين الذين نستحضر معهم سلالة الشعراء الكبار الذين لا يمكن القراءة لهم إلا من داخل جغرافيتهم الخاصة”.

كما أفادت الشهادات الواردة في حقه بأن عبد المجيد بنجلون إن كان شاعرا له دواوين عدة فهو أيضا رجل تاريخ بالنظر لحجم المؤلفات الوفيرة التي صدرت له حول التاريخ المغربي.

نفس الثناء حظي به الشاعر إدريس الملياني الذي تم تقديمه خلال هذه الجلسة كمبدع “ملاصق” ليس له موقع بين جيل معين والأسماء الشعرية التي برزت خلاله، ليكون شعره ملازما لكل الأجيال الستينية والسبعينية وما تلاها.

وتم تقييم القصيدة عند الشاعر الملياني على أنها تحفل برموز عربية وإغريقية وإفريقية وعبرانية وإيبيرية ومتوسطية وغيرها، وأن هناك جيلين من الكتاب المغاربة، وبينهما جيل ثالث يستعصي على التحقيب النقدي يمثله إدريس الملياني وآخرون.

كما عرف الملياني بأنه مترجم لنصوص جميلة إبان دراسته بالمركز السوفياتي سابقا بالرباط، قبل أن يترجم روايات ودواوين لشعراء روس وسوفيات من قبيل بوشكين وإيفتشنكو، وقصائد من الشعر الإيسلندي ضمنها ديوان “أزهار من الشعر العالمي”.

وأبرزت الجلسة تجربة شعراء آخرين كمحمد بودويك ونور الدين الزويتني وعادل لطفي ومختلف المؤثرات التي طبعوا بها أعمالهم.

وتتوالى الجلسات الفكرية للمهرجان الذي تنظمه الجماعة الحضرية لمكناس من 20 إلى 27 أكتوبر، بلقاءات منها “منظومة القيم بين الخصوصية والكونية”، و”الأدوار الجديدة للمجتمع المدني”.

وتحفل الدورة الثانية من هذا الموعد السنوي الذي يقام بشراكة مع جامعة المولى إسماعيل، وبتعاون مع عمالة مكناس، بسهرات فنية ترضي جميع الأذواق وتشمل كافة ملامح التراث والموسيقى بالمدينة كفن “الراب” الموجه للشباب، والفلكلور، وفنون الملحون والطرب الأندلسي والعيساوي، أو اللون الطربي الذي سيكون مسك ختام الدورة مع الفنانة سميرة سعيد، دون إغفال أمسية يحييها الفنان المصري حمزة نمرة.

وتتيح الدورة الفرصة للجمعيات والتعاونيات لعرض منتجاتها المحلية على مدى أسبوع كامل، بالإضافة إلى إبراز طاقات شباب المدينة في مختلف الأنشطة الرياضية المبرمجة.

Comments (0)
Add Comment