تفاصيل النكتة التي قالها الحسن الثاني على بوتفليقة ليضحك عليه رؤساء العالم

عاش عظيما و رحل عظيما ، بهكذا عبارات صرح الملوك و زعماء الدول و رؤساء الحكومات الذين حضروا الجنازة المهيبة للراحل الحسن الثاني الذي سلطت عليه الأضواء في حياته و حتى بعد مماته.

كان الراحل معروفا بذهائه و أناقته و لباقته و نخوته التي سحرت كل العالم و حيرت كل المهتمين و المتتبعين و منهم الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي سبق و أن صرح في سنة 1969 لما كان وزيرا للخارجية في حكومة بلاده بأنه معجب ب”نخوة” واحد من أكبر زعماء العالم إثارة للجدل و منبهر بشخصيته مما جعله يتشبه بها و يقلده في عديد من الأمور التي كان يتميز بها.

و لأن الحسن الثاني كان معروفا بذهائه و بكلامه الذي يخرج من فمه كالرصاص ، فقد كان دائما ما يوجه الرسائل المشفرة للنظام الجزائري و قادته خاصة عبد العزيز بوتفليقة الذي كان دائما يصفه الحسن الثاني ب “القائد الفاشل” حيث صرح الراحل في آخر أيام حياته: “أحسست بفراغ كبير بعد موت بومدين لأن كلينا اعتاد أن ينظر إلى الأخر ويقول مجاملا : ” مرحى : لقد سجلت هدفا علي “، قبل أن يبستم و يقول “أما اليوم لم يعد في قادة الجزائر من يستحق مجاملتي و لا حتى نظرتي”.

كما جاء في مذكرات عبد اللطيف الفيلالي وزير الخارجية الأسبق: “كان الحسن الثاني يقول دائما إن إفريقيا مريضة بقادتها “، و المقصود بهذا الكلام كان واضحا و صريحا.

يحكي إحد الصحافيين الأجانب في كتاب نشره بعد وفاة الراحل الحسن الثاني أن بوتفليقة كان يعتمد في سياسة علاقته “المسمومة” بالحسن الثاني على استدراج صحافيين أجانب لإثارة أسئلة محرجة خلال الندوات الصحفية التي كان الملك الراحل يعقدها.

وحسب ذات المصدر فإن غاية بوتفليقة من وراء هذه العملية كانت العمل على إحراج الحسن الثاني ، وذلك عبر كسر “قفل” المعلومات السرية عن المغرب الذي لا توجد مفاتيحه إلا داخل جبة الحسن الثاني.

هاته الطريقة التي وصفها الصحفي ب”الغبية” لم تكن لتنجح من الأول ، فعوض أن يطيح بالملك الراحل في فخ الأسئلة زادت هذه الأسئلة في تحسين شعبية وجاذبية الحسن الثاني المعروف بدهانه وإجادته فن الكلام.

فأثناء إحدى زياراته لفرنسا ، وبعد أن أنهى حديثه مع الرئيس “فاليري جيسكار ديستان” ، أجاب الراحل الحسن الثاني عن أسئلة الصحفيين إلا أن أحدهم باغثة بسؤال مثير : “الجزائر لا يروق لها زيارتكم لفرنسا وتقول إنكم هنا للحصول على نصائح وأسلحة لمواصلة الحرب ضد البوليساريو ؟”.

ليجيبه الحسن الثاني بابتسامته العريضة و الماكرة : “أقول .. الرجل الحكيم هو الذي يستمع للنصائح أولا ، أما السلاح فهو موجود في كل مكان و من أراد ذلك فنحن مستعدون له”.

و في غالبية الاجتماعات التي كان يحضرها الراحل الحسن الثاني و كانت تشهد تواجد بوتفليقة في المكان ذاته ، دائما ما كان الراحل يخلق الحدث بقدرته الرهيبة على إرسال الرسائل المشفرة بطريقة لبقة و هادئة ، حيث أنه و في السبعينيات من القرن الماضي و في اجتماع حضره كبار زعماء العالم جرى تداول قصة غريبة عن بوتفليقة مفادها أنه شبه “أصلع” ويحمل دائما فوق رأسه “باروكة ” شعر اصطناعي ليوهم الجميع أنه عكس ذلك ، الأمر الذي جعل كل الملوك و الرؤساء الذين كانوا حاضرين في الاجتماع يقهقون و يضحكون حين رؤية بوتفليقة الذي لم يرقه الأمر و غادر الاجتماع فور علمه بتداول النكتة بين الحضور.

أشيع وقتها – وفي دائرة ضيقة بالعاصمة الجزائرية – بأن اكتشاف أمر غطاء الشعر المصطنع لرأس بوتفليقة وتمرير المعلومة في شكل نكتة للرئيس الفرنسي و من معه، ربما يكون من بين مقالب الحسن الثاني عبر وزيره القوي حينها إدريس البصري الذي كانت تربطه علاقة خاصة بأحد الفرنسيين النافذين في قصر الإليزيه.

غير أن أحد أصدقاء بوتفليقة من المقيمين بالمغرب في جهته الشرقية نصحه بعدم تصديق المعلومة التي تخص مصدر النكتة لأن الحسن الثاني – حسب صديق بوتفليقة – لم يعرف عنه أبدا الضرب في الظهر أو تحت الحزام لكن الرئيس الفرنسي وقتها “فاليري جيسكار ديستان” لمح في كتاب مذكراته بأن المعلومة استقاها بواسطة المخابرات الفرنسية ، وهو ما أشارت له “لوفيغارو” الفرنسية في مقال لها بعنوان “بورترية بوتفليقة في مذكرات فاليري جيسكار ديستان”.

مصدر

Comments (0)
Add Comment