حلقات من أخبار الحمقى والمداويخ قديما وحديثا “تتمة”

“أبو أمين” بيان مراكش

ومن المؤلفات التي جَمعت و صنفت أخبار وأحوال وأنواع الحمقى والمغفلين والمداويخ في المجتمع القديم نذكر على سبيل المثال لا الحصر :

عقلاء المجانين، للنيسابوري
أخبار الحمقى والمغفلين، لابن الجوزي
البيان والتبيين، للجاحظ
كتاب الحيوان، للجاحظ
المستطرف في كل فن مستظرف، للأبشيهي
كتاب الأغاني، للأصفهاني
يتيمة الدهر، للثعالبي
المحاسن والمساوئ، للبيهقي

عقلاء المجانين النيسابوري (المتوفى سنة 406 هجرية) من أئمة القرن الرابع الهجري . صنَّف هذا الكتاب لغاية أساسية وهي أن على العاقل اجتناب الأحمق وصحبته. ويحتوي الكتاب على عدة مواضيع في الجنون، . و أصناف المجانين وأوصافهم وأخبارهم وأقوالهم وأشعارهم وما إلى ذلك.
الإمام ابن الجوزي (المتوفى سنة 597 هجرية)، ، قسَّم كتابه إلى أربعة وعشرين باباً استهلها بمقدمة تشتمل على الضحك والتقشاب والمفاكهة ،ويميز ابن الجوزي في كتابه بين الحماقة الغريزية المتأصلة والموروثة وهي حماقة مزمنة لا علاج لها إلا المارستان،و الحماقة المكتسبة التي لا ضرر فيها والمقرونة بالفكاهة والضحك والبسط وليس ثمة من البشر من يخلو منها ولا ضرر كبير فيها.. إلى ذلك يذكر ابن الجوزي أسماء الحمقى وصفات الأحمق الجسدية والخلقية، ويحذر من مصاحبة الأحمق، كما يذكر أخباراً عديدة في حمق الرجال والنساء .
من الأوصاف الجسدية والخلقية لدى الحمقى عند ابن الجوزي، من طالت رقبته ورقت فهو صياح أحمق جبان، ومن كان أنفه غليظا ممتلئا فهو قليل الفهم، ومن كان غليظ الشفة فهو أحمق غليظ الطبع، ومن كان شديد استدارة الوجه فهو جاهل، ومن عظمت أذنيه فهو جاهل طويل العمر، وأن حسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة.

ماذا لوكان ابن الجوزي الآن بيننا؟
لو عاش ابن الجوزي في وقتنا الحاضر لرأى وسمع عجبا ما لم يخطر على باله ولألف المجلدات في أشكال العته والحمق بيننا ولعلي أعيش بمخيلتي التاريخية بعضا مما رآه وعاشه ابن الجوزي رحمه الله.

يحكى أن أحمقا أتى إلى قريب يستدين مبلغا كبيرا من المال، فلما سأل المطلوب الطالب لم حاجته إلى المبلغ؟ أجابه الطالب أريده لإدخاره لدواير الزمان!!!قصة واقعية..
قلت جائنا مشتري لشراء مسكن في مكان فيه رياض وجنة وأعجب به، وحين أخذنا في المساومة والأخذ والرد بحضور الوسيط جاء القريب الأحمق صدفة فبادر كذبا وعنجهية وصلافة وقلة عقل” ألا إنه سمعت أن المنزل سينهدم ” والبقية معروفة ذهب المشتري دون أن يرجع وبدون إتمام الصفقة.قصة واقعية

Stop_badbuz

“مفضي ومقطع لوراق” طاير ليه الفرييخ ” مكفيا ليه الدفا” مجبوذ ليه التفاش “طايحا ليه البيا”…..مصطلحات تطلق على الحمقى والمغفلين والمداويخ في المجتمع المغربي الحديث ومنهم كثيرون يظهرون في برامج الحمق والتفاهة في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي من أجل شيء يركبه هؤلاء الحماق من أجل الربح المادي اسمه “البوز”، بمساهمة متتبعين آخرين حمقى ومغفلين و سذج يعيدون صناعة الحمقى والمداويخ و يحولونهم إلى مشاهير ونجوم ويحتفون بحماقاتهم وجنونهم بل ويحولونهم إلى مؤثرين.!! وآخرهم الحماق والجنون المشين المثير للجدل داخل المرحاض الذي ظهر مؤخرا في وسائل التواصل الإجتماعي ما أدى بعقلاء وحكماء الفضاء الأزرق إلى مواجهته بحملة مضادة شعارها ” توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير.” Stop_badbuz
والسؤال المطروح ألا يحيلنا نجاح التفاهة والحمق والعته المنتشرين في مجتمعنا إلى من يشجعونهم من المتتبعين وأصحاب اللايكات الذين لا يمكن أن يخرجوا بدورهم من دائرة هذا الحمق والجنون؟ ألا يحيلنا ذلك كذلك إلى ما تناقلته الصحف من نتائج دراسة وزارة الصحة أن 48 في المائة من المغاربة يعانون من مشاكل نفسية، . وهذه الأرقام المخيفة صادرة عن تقرير لوزارة الصحة بخصوص معدل الأشخاص المتأثرين بالاضطرابات النفسية؟

Comments (0)
Add Comment