تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا عدة قضايا، أبرزها الشأن الأمني الأوروبي ومدى نجاعته في القيام بالمهام الموكولة له، وجهود الوساطة الروسية في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والمفاوضات الجديدة بين أثينا والمانحين حول إتمام التقويم الثالث والأخير لبرنامج الاصلاحات المالية، إضافة إلى مواضيع أخرى.
ففي بولونيا، كتبت صحيفة “فبوليتيسي” أن “الأحداث التي شهدتها مدن أوروبية في الآونة الاخيرة، خاصة منها الحدث المأساوي الذي شهدته إسبانيا يقدم الدليل على أن أوروبا في حاجة مستعجلة لتعزيز بنيانها الأمني وتحصينه وتوفير كل الدعم المادي والبشري له” .
وأضافت أن “أوروبا أيضا في حاجة ماسة الى مزيد من التعاون في معالجة القضية الأمنية وقضية الهجرة ،لوجود ارتباط وثيق بينهما ،كما أبانت عن ذلك الأحداث المأساوية التي عرفتها إسبانيا ،والاقتناع التام بأن تعزيز البنيات الأمنية أمر يجب أن يسبق الاهتمام به أي مجال آخر مهما على شأنه ،لأنه لا يمكن تحقيق أي تقدم أو تنمية إلا بضمان الاستقرار والطمأنينة “.
وكتبت صحيفة “رزيشبوسبوليتا” أن “الوضع الأمني في أوروبا ،وإن كان لم يصل بعد الى وضع مقلق ،إلا أنه يستدعي اهتماما استثنائيا وجهودا مشتركة لا حدود جغرافية قارية لها ،مع إدخال تغييرات في سياسة الهجرة على مستوى الاتحاد الأوروبي ،والبحث عن التوازن المفقود بين الضرورات الأمنية الداخلية والتعاطي مع الهجرة” .
وتابعت الصحيفة القول إن “الواقع الذي تعيشه معظم الدول الأوروبية من الناحية الأمنية ،وأمام هاجس الخوف والشك الذي يقوض مضجع المجتمع الأوروبي ،يدعو أوروبا الى البحث وتبني آليات جديدة لضبط ساعة التعاون بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب ،والى تغيير سياسة الهجرة واتباع نهج متوازن بين الهجرة القانونية وغير القانونية” .
ورأت صحيفة “نيزاليجنا” أن “النخب السياسية التي تدبر شأن أوروبا وتحرص على تطبيق مقاربات في مجال الهجرة غير ناجعة وهشة أمام صعوبة اندماج المهاجرين في محيطهم العام ،هي التي تسببت بشكل أو بآخر في تنامي أشكال التطرف والأفكار الراديكالية ،التي لا علاقة لها بالمعتقد الديني بقدر ما لها ارتباط بطريقة التفكير والنظرة الى الأمور وتراكمات تربوية وفكرية ذاتية” .
وأضافت أن “الجميع متفق على ضرورة تغيير المقاربات الأمنية داخل أوروبا ،التي يجب أن تنبني على مرتكزات النجاعة وبعد النظر وعلى تكوين للموارد البشرية يلائم المتغيرات الواقعة داخل المجتمع الأوروبي وتنوع بنياته ،والاقتناع التام بأن هذه البنيات المجتمعية قد تغيرت فعلا “.
وفي روسيا، أفادت صحيفة (إزفيستيا) نقلا عن مصادر دبلوماسية روسية رفيعة المستوى أن موسكو تواصل محاولاتها لإقناع بيونغ يانغ وواشنطن بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات مباشرة.
وذكرت الصحيفة أن كوريا الشمالية تعتقد أن تخفيف التوتر يجب ان يبدأ بالحوار بين البلدين بدون وجود أي وسطاء، إلا ان واشنطن ترفض إجراء محادثات مباشرة بين الجانبين معللة ذلك ب”غياب الديموقراطية وانعدام حقوق الانسان في كوريا الشمالية”.
وصرح مصدر دبلوماسي روسي للصحيفة بأن المفاوضات المباشرة بين الجانبين ممكنة نظريا إذا أقدمت كوريا الشمالية على تجميد برنامجها النووي، مسجلا أن بمرور الوقت تتضاءل الفرص في إقناع الطرفين بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات ، وتزداد المخاوف من احتمال لجوء الولايات المتحدة إلى استعمال القوة لفض النزاع.
من جهتها، أفادت (نيزافيسمايا غازيتا) نقلا عن عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجديدة على روسيا قد تكلف الاقتصاد الروسي نحو 4ر0 نقطة مئوية سنويا، حيث قد يصل حجم الخسائر السنوية إلى 500 مليار روبل على الأقل (48ر8 مليار دولار).
واعتبر المحللون أن تأثير العقوبات قد يكون على المدى الطويل، حيث رأوا أن توقعات النمو بالنسبة للاقتصاد الروسي قد تظل على حالها في عامي 2017 و 2018 ، مشيرين إلى أن العقوبات الأمريكية تثير المزيد من الشك بالنسبة للمستثمرين في ما يتعلق بنطاق العقوبات، علاوة على أنه لن يكون بمقدور المسؤولين الحكوميين التخلص من تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة.
وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أنه ابتداء من 5 سبتمبر المقبل سيشرع في المفاوضات الجديدة بين أثينا والمانحين بهدف إتمام التقويم الثالث والأخير لبرنامج الاصلاحات المالية التي تنفذها بموجب الاتفاق المبرم في يونيو 2015 وينتهي في غشت 2018 باجمالي قروض من 86 مليار اورو .
وأضافت أن هذه المفاوضات تأتي في ظل عدد من المتغيرات من بينها الانتخابات الالمانية المتوقعة في الخريف المقبل والتغييرات في عدد من اعضاء الوفد الاوربي المفاوض ثم معرفة مدى التزام اليونان بتنفيذ التدابير المالية والاقتصادية ال 113 المتفق عليها مع المانحين بحلول ديسمبر 2017 . وقالت الصحيفة ان بعض المواعيد الهامة في المفاوضات تتمثل في اجتماع مجموعة الاورو في 15 سبتمبر ووضع مشروع ميزانية 2018 في البرلمان في 2 أكتوبر وتقديم وزير المالية اليوناني ميزانية البلاد للعام الجديد امام نظرائه الاوربيين في 9 اكتوبر مع عرض حول الاصلاحات الجاري تنفيذها