التكنولوجيا ساهمت بقسط وافر في ابتعاد الإنسان عن كل ما هو روحي (ندوة)

0 767

 

أجمع متدخلون في ندوة ضمن الجلسات الثقافية لمهرجان فاس للثقافة الصوفية ، اليوم الثلاثاء ، على أن التكنولوجيا ساهمت ، بقسط وافر ، في ابتعاد الإنسان في العصر الحاضر عن كل ما هو روحي.

وشدد المتدخلون مغاربة وأجانب في هذه الندوة التي بحثت موضوع “التصوف في العصر الحديث.. نحو إقامة تراث ثقافي حي”، أن الثقافة ، من خلال الهواتف الذكية واللوحات وشبكات التواصل، أصبحت مرافقة للإنسان، خاصة الفئة الشابة التي أصبحت لا تؤمن إلا بما هو مادي في غياب أي وازع روحي “الذي سمته التصوف بكل حمولته الدينية والأخلاقية والثقافية وما له من تأثير على السلوكيات بما فيه فائدة صحية للمجتمع”. وتساءلوا إن كان بالإمكان استغلال هذه التكنولوجيات في نشر الثقافة الصوفية لتخليص المجتمعات من الأفكار السائدة حاليا ضمنها التطرف وتشجيع الكراهية، معتبرين أن هذا الدور موكول للباحثين والمفكرين ورجال الدين كيفما كانت جنسياتهم.

ودعوا إلى جعل التصوف عاملا للمثاقفة حتى تظل الثقافة حية، ضمانا لديمومة حياة المجتمعات التي انمحت كثير من ثقافتها بفعل عدم تلقيها تأثيرات تتغذى منها.

وتحدث المشاركون عن صلة التصوف بالتنمية من خلال مشروع يوجد حاليا قيد الإنجاز والمتمثل في إحياء مسارات ثقافية وروحية بجهة مراكش-آسفي آسفي التي عرفت تاريخيا كمسارات للحج نحو مكة المكرمة، موضحين أن هذه المسارات التي تمتد على طول واد تانسيفت سيكون لها ، بعد إحياء رمزيتها ، وقع على الساكنة المحلية من خلال إحداث بنيات تحتية اقتصادية وثقافية واجتماعية.

كما أثار المتدخلون تجربة التصوف في الولايات المتحدة رغم صعوبة ذلك في مجتمع بعيد ، جغرافيا عن بلاد المسلمين وثقافتهم ضمنها الثقافة الصوفية.

وتتميز النسخة ال11 من مهرجان فاس للثقافة الصوفية التي تتواصل الى غاية 27 أكتوبر، بانفتاحها على الأصوات النسائية عبر استضافة نساء صوفيات وفنانات يستلهمن أعمالهن من التراث الصوفي سواء بالمغرب أو بالخارج.

ويسعى المنظمون من خلال اختيار “الحضور الصوفي” كشعار للمهرجان، إلى إبراز الأوجه المتعددة للثقافة الصوفية، وحضورها بصيغ مختلفة في مجالات إبداعية عديدة، في مقدمتها الأدب والشعر والفلسفة.

وتتضمن فقرات الدورة ندوات وأمسيات فنية مفتوحة للعموم في السماع لمختلف الطرق والطوائف المغربية، منها الطرق البودشيشية والدرقاوية والشرقاوية والوزانية والريسونية والصقلية.

وتهدف (جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية) بتنظيمها لهذا الموعد السنوي، إلى “إتاحة الفرصة للمغاربة لاكتشاف أو إعادة اكتشاف ثقافتهم، وتمكينهم من الوصول إلى الغنى الفني والفكري والروحي”، وكذا التعريف، على الصعيد الدولي ، بالصورة الإيجابية للإسلام عبر اختيار الصوفية كقناة لتحقيق الإشعاع المطلوب، بفضل طابعها الروحي ولغتها العالمية، ودعوتها للانفتاح والسلام.

وقد أضحى المهرجان مع توالي الدورات يستقطب العديد من المفكرين والباحثين إلى جانب عشاق الموسيقى الصوفية من المغرب والخارج، مما يدعم وضعية المغرب في الحوار بين الثقافات عبر بناء صلات وصل بين الشرق والغرب.

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد