يقام هذه السنة والسنة المقبلة بعدد من المدن الإسبانية معرض للوحات والصور الفوتوغرافية للفنانة الفرنسية من أصل مغربي نسرين الصفار، بمناسبة الذكرى الثمانين لقصف غرنيكا (شمال إسبانيا)، ولوحة بابلو بيكاسو الشهيرة التي استلهمها من هذه المأساة.
وأوضحت هذه الفنانة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا المعرض، الذي يحمل عنوان “غرنيكا، البصمة”، افتتح يوم 20 أبريل الماضي بفضاء المعهد الفرنسي في مدريد، وسيحط الرحال بالمركز الثقافي آيتي في سان سيباستيان، ما بين ثامن شتنبر وخامس نوفمبر، ثم بمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط في إشبيلية من 14 دجنبر إلى 30 يناير 2018.
وأضافت الصفار أن هذا العمل هو جزء من مشروع فني بدأ منذ سنة 2010 من خلال التفكير في ما سمي بالربيع العربي، الذي قادها لاكتشاف أماكن تشهد على ماض أو حدث مؤلم، مبرزة الرمزية القوية للوحة غرنيكا كشاهد على مأساة الحرب.
والعمل الرئيسي في هذا المعرض لوحة من نفس حجم لوحة “غرنيكا” الشهيرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، إلا أن نسرين الصفار قدمت فيها، وبشكل مختلف، قصف الطيران الألماني والإيطالي للبلدة الباسكية التي تحمل الاسم نفسه في ال26 من أبريل 1937.
وقال المدير العام للمعهد الفرنسي بإسبانيا، نيكولا كسياندس، في تقديم هذا الحدث التشكيلي، إن هذه الفنانة بنت عملها على الحوار بين الماضي والمستقبل، مشيرا إلى أن إلهام الصفار تمتح بالأساس من الاتصال المباشر مع الأماكن التي لا زالت شاهدة على هذه الأحداث.
وأضاف أنه “من هذا المزج والاستخدام للجبص والفحم أو الخشب، تخرج الفنانة إبداعات ليست في الواقع لا لوحات ولا منشآت أو منحوتات، وإنما كل ذلك في آن واحد”، مشيرا إلى أن نسرين الصفار، المقيمة بسيت الفرنسية، ترمز لمتوسط منفتح على الحوار بين الثقافات كما بين الماضي والحاضر.
ونظمت هذه التشكيلية، المزدادة سنة 1983 بالمغرب والمقيمة بفرنسا منذ سنة 2011، العديد من المعارض لاسيما في المغرب وفرنسا والصين والجزائر، إلى جانب مشاركتها في العديد من المعارض الجماعية، خاصة إقامة “حيوات سائلة”، افي سنة 2016 بمراكش خلال كوب 22.
وتوجت هذه الفنانة التشكيلية السنة الماضية بالجائزة الأولى للإبداع الشاب المعاصر المغربي، في إطار المعرض الجماعي “ماسترمايند” الذي نظم برواق فينس كادر في الدار البيضاء.