عودة الحزب السري…

0 1٬087


بقلم : عبد القادر العفسي

يُمكن الجزم أنّ جماعة العرائش كانت دوما مند الاستقلال مختبرا لبعض التجارب الحكماتية الترابية الفريدة ، و لعل أبرز هذه التجارب هي تجربة ” الحزب السري ” الذي كان يخترق كل المؤسسات و كل الأحزاب و الهيئات لتشكيل منظومة  من التحكم و الفساد و الضغط و الابتزاز باستعمال كل الوسائل الشرعية و الغير الشرعية و السرية أو العلانية .. خدمة لأعضاء هذا الحزب و مصالحهم الشخصية بعيدا عن الصالح العام للدولة ، حتى جاء عهد جلالة الملك محمد السادس دامت له العزة الذي دشن حُكمه بإنهاء هذه الأسطورة و هذه السطوة التي تسيء إلى الدولة و مؤسساتها حيث تتجاوز القانون و تحاول استغلال كل مداخيل لتحقيق مصالحها ، كما عمل جلالته على ربط عمل الدولة ككل بمفهوم المؤسسات المسؤولة و القانون حتى اضمحل تأثير هذا الحزب ، حسب ظننا !

و لعل مثنى هذا الحديث هو ما يُعاينُهُ الجميع بمدينة العرائش من عودة قوية لتدبير ” الحزب السري ” و بقوة للتحكم في كل مفاصل الحياة العامة داخل العرائش ، و استطاع هذا ” الحزب السري ” حسب تعبير السي “محمد اليازغي ” أطال الله في عُمره ، بقيادة (أي الحزب السري ) كاتبه المحلي جَمع شمل أصحاب الريع الرملي مع أصحاب النضال الثوري و أصحاب الجهاد العالمي مع أصحاب الحقوق المِثلية على طاولة واحدة .

طاولة أكل الكتف و تقطيع مناطق النفوذ و تقسيم غلال الفساد …مُهددين كل من يقف في طريقهم و محاولين الضغط و تسخير مؤسسات حماية القانون ، و التي لازالت تُقاوم هذا التمدد و ترفض أن تكون طوع أرادة هذا الحزب الذي تناسى أنّ ” العدل أساس المُلك ” و أنّ أمن البلاد هو من أمن العباد .

إنّ هذا ” الحزب السري ” أكّد من خلال توليفة أعضائه أنهُ لا يهم أن تكون انفصالي أو متطرف ديني ، مِثلي أو غانية … المهم عنده هو مسح الأكتاف و الانخراط في الدينامكية النضالية لحلب العرائش و الضغط على الضرع حتى اقترب أن يخرج الدم عِوَض اللبن .

أيها السادة ، يا سادتي
البقرة ناحت و ناخت و طاحت …
فاسكنوا سكاكينكم ، و ردوا سيوفكم إلى أغمادها
فأنتم لا تذبحوها كي تأكلوها، بل خنقتموها  غدرا ..
آه ، نسيتُ أنكم تستحلون الجيفة يا أبناء العهر ..

فلا تحملوا أحد أكثر من طاقته ” فالحزب السري ” أقوى من الجميع ، أقوى من اليمين أو اليسار و أقوى من الأغلبية أو المعارضة و أقوى من الرئيس و المرؤوس ..و إلى انتخابات أخرى .. ناموا ولا تستيقظوا فما فاز إلاّ النوام ، على رأي الشاعر .

قد يعجبك ايضا

اترك رد