تم اليوم الإثنين في أثينا تأسيس “منتدى الحضارات القديمة” في أعقاب مؤتمر وزاري دعت له كل من اليونان والصين ويضم مجموعة من 10 دول هي المسكيك وبوليفيا وبيرو والصين والهند وإيران ومصر والعراق وإيطاليا واليونان تمثل ما يعتبره المنظمون أعرق ثقافات قديمة أثرت على عالم اليوم .
ويهدف المنتدى وفق البيان الختامي للاجتماع التعاون في مواجهة التطرف والارهاب وإشاعة القيم الثقافية والحضارية كقوة ناعمة للتغيير المنشود علاوة على بلورة مشاريع ثقافية مشتركة .
وستعقد الدورة الثانية للمنتدى في العام 2018 ببوليفيا وفق ما أعلن وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس .
واعتبر المسؤول اليوناني أن حرص بلاده على تاسيس هذا المنتدى يعود بالنظر لموقعها الجغرافي المتميز كملتقى للحضارات الاوربية والافريقية والاسيوية مشيرا الى ان المنتدى جزء من السياسة متعددة الابعاد التي تنهجها اليونان لاستخدام الثقافة والتقاليد والتاريخ والقضايا الثقافية .
وقال الوزير “على مدى العام الماضي، وبالتنسيق مع شركائنا الصينيين، قمنا بتخطيط المبادرة على نحو دقيق بهدف استغلال الثقافة كقوة دافعة في تدعيم التعاون الدولي والحوار والفهم الافضل، وفي النهاية، تعزيز السلام والاستقرار عبر العالم .”
وتابع “الاحترام المتبادل بين اليونان والصين، الذي ينبع من حقيقة أننا نمثل اثنتين من أقدم الحضارات وأكثرها تأثيرا، يساهم في تعميق علاقاتنا الثنائية، وهذه تجربة نود أن نتوسع فيها بعيدا عن الاطار الثنائي ليتم استغلالها في زيادة توسيع الترابط بين الدول الأخرى ذات التأثير الحضاري المتشابه .”
وأوضح الوزير أن اليونان تمثل منارة الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط، لأنها تقع وسط مثلث من عدم الاستقرار حيث تأتي أوكرانيا على قمته وتتربع ليبيا وسوريا على قاعدته .
من جهته قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده “تحث على الحوار والتعايش لتجاوز الصدامات والنزاعات واستطاعت بذلك أن تلعب دورا هاما وان تنشر الحوار وتطبيقه من خلال آليات عديدة وقال “يجب ان نفعل الحوار بين الحضارات وان يتم هذا من خلال تفادي صدام الحضارات نحن نري ان اسباب المشاكل بين الدول ليس له علاقة بالحضارات نفسها لكن يجب تجاوز الفروقات وان يدرك الجميع بان النزاعات لا تؤدي الى الوصول لاي حل .”
وأضاف علينا أن ندعم بشكل فعال السلام المحلي الاقليمي والعالمي وان نعطي دفعة جديدة للتنمية نعتقد ان الحضارات عندما تتعاون فإن الانسانية تستطيع ان تستغل امكانياتها بشكل مشترك لمستقبل افضل .
أما الرئيس اليوناني فقال من جهته أن “الانسانية تواجه اليوم أخطارا كثيرة كنا قد استبعدناها في السابق خاصة بعد الحرب العالمية الثانية اليوم يعتبر البعض أن الاوضاع هي بسبب صراع الحضارات. أعتقد أن التفكير خاطئ لا يوجد صراع للحضارات الحضارة الحقيقية من طبيعتها لا يمكن أن تسير نحو التصادم “.
وقال هناك أسباب أخرى ادت الى هذه الاوضاع حضاراتنا مع الاسف ويجب ان نقبل بهذا الامر ربما تعيش فترة ركود ربما خسرت وقودها وبوصلتها لتسير الى الامام وخسرت حيويتها وقوتها بالتالي فانها لا تتحاور مع الحضارات الأخرى. الحضارة الغربية التي انطلقت من الحضارة اليونانية خسرت جذورها لقد خسرت جذورا كثيرة انطلقت من خلالها وهذه هي المشكلة الأوربية اليوم .
واضاف الرئيس اليوناني إذا أرادت أوربا ان تسير الى الامام يجب أن تعود الى جذورها التي ورثتها من الحضارة اليونانية القديمة من روما القديمة. هناك حضارات اخرى بدأت تختفي لانها خسرت بوصلتها وطريقها .
وقال أنا متأكد أن حضاراتنا تمتلك الحيوية والدينامية وستصمد أمام الحواجز. فلن تسمح الشعوب الاوربية لبقايا النازية والفاشستية أن يقفوا أمام المسيرة الاوربة والنتيجة أظهرتها الانتخابات الفرنسية ليوم الأحد .
أمام وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري فذكر أن ما يقوم به تنظيم الدولة في العراق استهداف للدول الأخرى وقال إن “حضارتنا اليوم مهددة، والإرهاب المعاصر يهدد الحضارة كلها”، مشيرا الى أن “الـعـراق وهو مهد الحضارة تعرض لحالة من التخريب على يد الدواعش وتخريب لنفسية الإنسان وعبث بهويته الفكرية “.