في ذكرى علي يعته المناضل

0 420

والحدث الثاني يتعلق بإصدار جريدة ” المكافح” الأسبوعية التي تحمل علي يعتة مسؤولية توجيهها وإدارتها فعرفت نجاحا كبيرا رغم ضربات الرقابة والحجز وأصدرت ملخصا لها بالفرنسية وفي ماي 1964 تحولت إلى يومية صدر منها ثلاثة أعداد، تم بعدها منعها بكيفية نهائية عن طريق مرسوم اتخذ الوزير الأول، ونشر بالجريدة الرسمية.
وفي سنة 1962 كان علي يعتة من بين مؤسسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
وصحبة الرفيقين عبد السلام بورقية وعبد الله العياشي ألقي القبض على يعتة سنة 1963 عند حوادث الحدود بين المغرب والجزائر بتهمة ” المس بالأمن الخارجي للبلاد” لكن المحكمة العسكرية بالرباط أطلقت سراحهم بعد ثلاثة أشهر من السجن اعترافا منها بصحة مواقفهم ووطنية هذا الموقف.
وسنة 1965 بعد منع جريدة ” المكافح” أصدر علي يعتة جريدة ” الكفاح الوطني” التي تابعة مسيرة سابقتها وعرفت تقدما ونجاحا لا يستهان بها.
ومند منع الحزب، سنة 1960، تفرغ الرفاق في القيادة بمن فيهم علي يعتة للحفاظ على هياكل الحزب سريا، ولإعادة هيكلته وتدقيق ايديولوجية وأرضية سياسته.
وهكذا اجتمع المؤتمر الثالث للحزب، في سرية تامة، في شهر يوليوز عام 1966، ودام ثلاثة أيام قدم خلالها علي يعتة تقريرا سياسيا باسم الديوان السياسي، تبناه المؤتمر بالإجماع وكان يقضي بالارتباط المتين بالواقع المغربي والانطلاق منه في كل الأعمال والتركيز على كل القضايا المغربية أولا قبل كل شيء، والاعتماد على مبادئ الإسلام ومثله العليا مع الاحتفاظ بأفكار وأساليب التحليل للاشتراكية العلمية. كما قرر المؤتمر تغيير إسم الحزب وتعويضه بحزب التحرر والاشتراكية.
وفي سنة 1968، تم تأسيس حزب التحرر والاشتراكية، انتخب الرفيق علي يعتة أمينا عاما له. وفي سنة 1969 شارك علي يعتة في ندوة الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية بموسكو حيث طرح ودافع عن القضية الفلسطينية والعربية، ألقي عليه القبض بتهمة تأسيس حزب محظور، وحكم عليه بعشرة أشهر سجنا نافذا وتم منع حزب التحرر والاشتراكية.
لكن الحزب تابع مسيرته بكيفية سرية رغم الحظر والقمع الذي سلط على عدد من الرفاق، إلى أن تم لقاء بين علي يعتة وصاحب الجلالة خلال شهر سبتمر 1972.
وإثر ذلك، أصدر علي يعتة يوم 24 نونبر 1972 ” البيان” كجريدتين أسبوعيتين واحدة منها باللغة العربية والأخرى باللغة الفرنسية، وتحولتا يوم 15 ماي 1975، إلى يوميتين تصدران بانتظام إلى حد الساعة، بالإضافة إلى أسبوعية ثقافية.
هذا ولابد من الإشارة إلى أن علي يعتة أصدر سنة 1972، كتابا باللغة الفرنسية، تحت عنوان ” الصحراء الغربية المغربية” وهو كتاب يتكون من 320 صفحة، وينقسم إلى قسمين: القسم الأول يتضمن دراسة صدرت حول الساقية الحمراء ووادي الذهب، ويبدو أنها أول دراسة صدرت في المغرب حول هذا الموضوع، والقسم الثاني يحتوي على مجموعة من الوثائق حررها علي يعتة وصدرت بإمضائه من سنة 1956 إلى سنة 1972.
في غشت 1974 تأسس حزب التقدم والاشتراكية، وانتخب الرفيق علي يعتة أمينا عاما له. وبعد شهر من ذلك قام الرفيق بجولة رسمية في الدول الاشتراكية دفاعا عن القضية الصحراوية وقد استقبل من طرف رؤساء هذه الدول الصديقة، وساهم في دورة الأمم المتحدة خلال شهر نونبر 1974، ضمن الوفد المغربي الرسمي للدفاع عن الصحراء المغربية وقام بمهمة رسمية لدى الرئيس الكوبي فيدال كاسترو في شهر أبريل 1975. وبانطلاق المسيرة الشعبية إلى الصحراء في شهر نونبر 1976 كان الرفيق علي يعتة في طليعة المساهمين فيها، ونال وسام المسيرة الخضراء، وفي نفس الإطار عاود الرفيق خلال أبريل- ماي 1976 القيام بمهمة رسمية في شتنبر 1976 في مؤتمر كولومبو لدول عدم الانحياز.
وسنة 1977، تقدم علي يعتة للانتخابات التشريعية، وفاز في الدائرة الأولى للدارالبيضاء، أي المدينة القديمة. كما ترشح في نفس الدائرة سنة 1984 وسنة 1993.
ومارس الرفيق علي يعتة، يوميا، مهنة صحافي وله آلاف المقالات والدراسات التي نشرت منذ سنة 1944 في الصحف الوطنية وصحف أجنبية، دفاعا عن المصالح الوطنية العليا وعن حقوق العشب ومطالب الكادحين.
سنوات طوال بعد ذلك من النضال والنفي والقهر والمنع شكلت امتحانا عسيرا بالنسبة للرجل الذي ظل شامخا واقفا في مكانه ومكانته القيادية يشتغل من السادسة صباحا إلى منتصف الليل، يدير الجريدتين والمطبعة بكل تفاصيلها. يواكب دوره كبرلماني دائم الحضور ومتميز في الحضور، يعمل على لم شمل الحزب والكتلة الديمقراطية، يستقبل المواطنين والمواطنات ويؤازرهم في مواجهة القهر والظلم، ينتقل عبر ربوع البلاد ليساهم في تأطير المهرجانات الحزبية، يقود سيارته القديمة في عناد رغم سنها وسنه المتقدم وما كان يشكوه من مشاكل صحية جدية.
هكذا كان الرجل أيضا في مساء السبت الأول من غشت 1997 يعمل في مكتبه بإدارة جريدة البيان في شارع لاجيروند بالدار البيضاء وقد حرر ذلك اليوم رسالة لرفاقه قادة الكتلة الديمقراطي. كان يعتزم إرسالها لهم، ونزل ليركب سيارته ويعود لباقي التزاماته، غير أن قدره أن يدهس بسيارة يقودها الجنون في شكل آدمي ويدخل في غيبوبة انتقل بعدها إلى دار البقاء يوم 13 غشت 1997
عبد السلام بوطالب

قد يعجبك ايضا

اترك رد